يخّلد الوسام ملحمة البطولة في مسيرة الثورة حيث كان الانتصار المؤزّر على الحاميات التركية في منطقة معان وما حولها، الطريق الذي مهّد لجحافل الثورة أن تواصل مسيرها في مختلف الجهات في بلاد الشام.

وفي إطار حرص الشريف الحسين بن علي، قائد الثورة، على تكريم رجاله الشجعان، وتخليد انتصارهم، أصدر أمره السامي بمنح وسام معان لهؤلاء الأحرار، وصدع الأمير فيصل لهذا التوجه السامي، ووضع قانوناً لهذا الوسام وترتيباته واستحقاقاته.

وحوى سجل الشرف لهذا الوسام كوكبة من الأحرار تم تخليدهم، حيث أن التعريف بهذا الوسام وذكراه ومواصفاته وقانونه وأسماء من استحقوه يعكس صورة زاهية من التاريخ المشرف لهذه الثورة، وأن هذه الوثيقة لها الأثر في إبراز تاريخ قادة هذه الأمة ليكون سلوكهم ونهجهم مناراً للأجيال القادمة ودرساً من دروس التضحية والفداء سعيا لتحرير الأرض والإنسان.

مواصفات الوسام

يتشكل وسام معان من سنبلتين ترمزان إلى الخير والعطاء، وسيفين كرمز عربي إسلامي للدلالة على القوة، أما النجمة السداسية فهي عربية إسلامية سامية، خلافاً للمتعارف عليه من أنها نجمة داود فقط، وهي تظهر على شكل مثلثين متساويي الأضلاع، فالمثلث العلوي يتجه إلى الأعلى، والسفلي يتجه إلى الأسفل، وكونهما مثلثان متساويا الأضلاع له دلالته في تساوي أضلاع التثليث المشهور عند الساميين والعرب والمصريين القدماء.

وُضرب الوسام من مادة النحاس وطليت أجزاؤه بالفضة ما عدا النجمة السداسية التي تتوسطه حيث بقيت بدون طلاء، وتتوسط النجمة كلمة معان كتبت بخط عربي جميل وتحتها دُوّن سنة 1337هـ الموافق 1919م. ويشير هذا التاريخ إلى الزمن الذي ضرب فيه الوسام.

ويزن الوسام عشر غرامات وعُشري الغرام، وطوله 4 سنتمرات، وعرضه ثلاثة واثنين من عشرة من السنتمتر، ويعلق هذا الوسام على الصدر في الجهة اليسرى مما يلي قلب الإنسان تقديرا لأهميته.

الأشخاص الذين منحوا وسام معان

لقد كانت الثورة العربية الكبرى إنجازاً عربياً مميزاً استطاعت القيادة الهاشمية بفضلها استنهاض همم الأحرار من أبناء الوطن العربي الذين التفوا حول هذه القيادة لما تمتع به من كفاءة وعراقة عبر التاريخ العربي الإسلامي.

واستحق هذا الوسام 343 شخصية من القادة والجنود والشهداء، الذين جاؤوا من جميع الأقطار العربية يلبون نداء الواجب في رفعة الأمة ونهوضها، فمن المشرق العربي تأتي بلدان الهلال الخصيب في مقدمة الذين لبوا النداء، "العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن". مثلما جاءوا من مختلف المدن والأصقاع في هذه الإقاليم، كما أن لإقليمي الحجاز واليمن الدور البارز في جنود الثورة، حيث انطلقت الثورة من أرض الحجاز وكان الإحساس بالعروبة لدى أبناء اليمن في مشاركة إخوانهم شرف الجهاد عالياً.

ونالت ثلاثة شخصيات أردنية وسام معان، وهو إرثي ينتقل من حامله لأكبر ولد له أو للأرشد من أفراد أسرته إذا لم يخلف أولادا، وهم محمد علي العجلوني، ومفضي عيد، وحسين مبارك.    

ولعل القول الشائع أن ثورة العرب كان مشرقية تدحضه الكوكبة التي ترد في سجل الشرف لهذا الوسام من أرض الكنانة وأقطار المغرب من جناح الأمة الغربي، ذلك أن ثورة العرب الكبرى أراد لها مفجرها أن تشمل الوطن العربي الكبير.